"فورورد" الأمريكية: مصر على الحافة.. وسقوطها كارثة لإسرائيل والمنطقةجرافيتي ميدان التحرير (صورة أرشيفية)قالت جريدة "ديلي فورورد" الأمريكية، المعنية بالحياة اليهودية في أمريكا، إن مصر حاليًا على الحافة، فوسط الجرافيتي على الجدران حول ميدان التحرير، الذي سريعًا ما يُمحى لإضافة صور شهداء جدد لثورة لم تكتمل، توجد صورة للغضب الذي يجتاح البلاد حاليًا، ممثلة في صورة للرئيس الحالي محمد مرسي، وعضو جماعة الإخوان المسلمين السابق، وهو يرتدي قبعة فرعونية.
وتكمل الجريدة، إن الصورة لا تحتاج إلى شرح، فالرسالة لا لبس فيها، وانتقلت إلى المقارنة بين التاريخ الفرعوني المصري، حيث قالت إن الفراعنة كانوا يحكمون دولة قوية، وامبراطورية واسعة وغنية، أما الآن فلا يوجد سوى الانفلات والاستبداد المكروه من الجميع، كما تحوم مصر حول حافة الأزمة التي تهدد بفقدان ما اكتسبته مصر من ثورة يناير 2011.
ووصفت الجريدة، الصورة المصرية الحالية، بأنها تحولت من شباب مصر الذين احتلوا ميدان التحرير من سنتين لمقاومة نظام مبارك القمعي، إلى مشاهد عاصفة تتطاير فيها الحجارة بأيدٍ غاضبة ضاقت ذرعًا ببطء الإصلاح وعدم وجود تغيير حقيقي في حياتهم، أما الاقتصاد فهو في تراجع مستمر، والجنيه المصري يفقد قيمته بسرعة، وتراخيص المباني الفاسدة التي أعطيت في عهد مبارك ظهرت تأثيراتها في العمارات المنهارة، جنبًا إلى جنب عن الطرق غير الممهدة والأطفال المتسولين المتشردين، وانتشار البطالة.
وتتساءل الجريدة "لماذا تتورط الولايات المتحدة سياسيًا واقتصاديًا مع مصر في ظل هذه البيئة التي لا يمكن التنبؤ بأحداثها؟ ولماذا تساعد الرئيس مرسي وحكومته الإسلامية، وهو صاحب التصريحات المعادية لإسرائيل؟ بالإضافة لاستمراره في انتهاك حقوق الإنسان، وإلقاء اللوم على أطراف خارجية واتهاماته لهم بإثارة الفوضى والعنف في الشارع، بينما هو نفسه لا يستطيع السيطرة؟".
وتضيف الجريدة، هذا هو توجه الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي، وهم الذين ساعدوا في منح مصر معونات اقتصادية بلغت 450 مليون دولار أمريكي، منذ انتخاب مرسي في يونيو الماضي، لكنها تؤكد أن الانسحاب من مصر سيكون خطأ فادحًا ومخاطرة بفقدان النفوذ الأمريكي في المنطقة، "حتى وإن كانت تعاني من المتاعب حاليًا، فلا تزال هي اللاعب الأكثر أهمية في الشرق الأوسط".
وتتابع الجريدة تقريرها بأن الولايات المتحدة لا يمكنها ترك الساحة هناك، لكنها أيضًا لا يمكنها إرسال مساعدات غير مشروطة في مثل هذه الحالة، المحفوفة بالمخاطر والمهددة بالانفجار في أية لحظة. وأضافت أن هناك حاجة لحل وسط، يقدم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، باستمرار المعونة الأمريكية مع التزام مرسي بتنامي الديمقراطية في مصر ومكافحة الإرهاب في سيناء.
تضيف: "طالما أن الولايات المتحدة غير قادرة على إقناع أو إجبار الحكومة الإسلامية في مصر بتغيير عقيدتها السياسية الراسخة، فإن عليها استخدام نفوذها للتأثير على السلوك المصري"، وأضافت: "إذا سقطت الدولة المصرية فإن هذا سيكون كارثة لإسرائيل والأردن والمنطقة بأسرها".