أفادت الأنباء الواردة من العاصمة الليبية طرابلس باندلاع اشتباكات عنيفة نهار الأربعاء في حي باب العزيزية، حيث يوجد مقر العقيد الليبي معمر القذافي، الذي سيطر عليه الثوار الثلاثاء.
وقال مراسل الجزيرة في طرابلس، عبد العظيم محمد، إن قذائف هاون سقطت على المقر الموجود في منطقة باب العزيزية أطلقت من حي بوسليم المجاور.
وقال متحدث باسم الثوار يدعى أبو بكر المصراتي في اتصال مع الجزيرة إن فلول كتائب القذافي تطلق القذائف دون تمييز، مشيرا إلى أن أفراد هذه الكتائب يغيّرون أماكنهم باستمرار، ولذلك لا يستطيع الثوار الوصول إليهم.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم المعارضة الليبية أن قوات موالية للعقيد الليبي تقصف مناطق بوسط طرابلس، منها مجمع باب العزيزية ومنطقة المنصورة ومنطقة أخرى قرب فندق ريكسوس، وأن معظم هذا القصف من جانب "فلول النظام الموجودة بمنطقة بوسليم".
وقال مقاتلون من الثوار إنهم يناورون بهدف مباغتة مقاتلي القذافي في الحي القريب من فندق ريكسوس، حيث يوجد نحو ثلاثين صحفيا أجنبيا في حراسة رجال مسلحين منذ ثلاثة أيام.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد خلت العديد من الطرق في وسط طرابلس بسبب انتشار عشرات القناصة الموالين للقذافي، كما قال مقاتلون من الثوار.
وقال قائد إحدى المجموعات، واسمه نوري محمد: "هناك قناصة على المباني خارج مجمع باب العزيزية، إنهم بالعشرات ولا نعرف أين يتمركزون
تحقيق الأمن
في الأثناء قال أحد قادة ثوار طرابلس الميدانيين ليونايتد برس إنترناشونال إنهم يعملون بصورة متواصلة من أجل تحقيق الأمن وإعادته إلى نصابه في العاصمة، مؤكدا أنهم سيضربون ما سماه "الطابور الخامس" بقوة في حال ظهوره في أي لحظة.
وأشار القائد نفسه إلى سيطرة الثوار على العاصمة، وأنه يجري العمل على تطهيرها من بعض الجيوب في أحياء صغيرة. وقد دعت قيادة الثوار من بنغازي المدنيين إلى الابتعاد للسماح بتمشيط مجمع باب العزيزية.
ويتوقع الثوار أن تستغرق عمليات تطهير طرابلس أسبوعا كحد أقصى، على أن تقوم وحدات أخرى بتأمين الشوارع والأحياء بالتعاون مع لجان شعبية لمساعدة الثوار على الحفاظ على الأمن وإعادة الحياة بشكلها الطبيعي للمدينة.
ومن جانبه، بدأ وفد من المجلس الوطني الانتقالي زيارة إلى طرابلس لتقييم الوضع فيها.
وأعلن الثوار في وقت سابق أنهم تمكنوا من دخول مقر القذافي بباب العزيزية. وأظهرت صور التقطت إثر دخول مواطنين ليبيين للمجمع استيلاء أعداد منهم على عربة كان يستخدمها القذافي، وظهر على متنها في خطاب له في نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، إذ نفى حينها فراره إلى فنزويلا.
وأكد الثوار أنهم تفقدوا الطائرة الخاصة بمعمر القذافي، وعددا من الطائرات التي كانت رابضة في المطار.
وبعد ساعات من اقتحام الثوار مقر القذافي في باب العزيزية، أكد آمر سرايا الإسناد الأمني على مستوى المناطق المحررة المقدم طارق الغماري، أكد للجزيرة انضمام العميد محمد الهمالي القحصي إلى الثوار في بنغازي. ويعد القحصي الرجل الثاني في جهاز الاستخبارات الليبي بعد عبد الله السنوسي.
الثوار أصبحوا على بعد نحو 40 كلم من سيرت (الجزيرة)
زحف نحو سرت
ومن جهة أخرى، يسعى الثوار إلى التوجه إلى مدينة سرت مسقط رأس القذافي، وقالت مصادر الثوار ليونايتد برس إنترناشونال، إنهم باتوا على بعد نحو 40 كلم من سيرت، موضحة أنهم يجرون اتصالات مع مشايخ المدينة من أجل تسليمها دون إراقة الدماء.
وتم الاتفاق مع قبيلة أولاد عمر الذين انضموا إلى الثورة على دخول الثوار المدينة دون قتال.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل قال في مقابلة مع محطة "فرانس 24" إنه التقى وفدا من سرت الجمعة، وتم الاتفاق معه على أن يكون دخول الثوار لمدينة سرت سلميا.
وأكد عبد الجليل "لن ندخل سرت للنهب والسرقة ولكن لتحرير إخواننا من قبضة كتائب القذافي".
في غضون ذلك واصلت طلائع من الثوار القادمة من مصراتة تقدمها نحو الجنوب الشرقي على طول الطريق الساحلي المؤدي إلى سرت، بحسب ما جاء في بيان للمجلس الإعلامي للمجلس العسكري للثوار في مصراتة.
وذكر البيان أن الثوار "وصلوا إلى بلدة الوشكة (137 كلم جنوب مصراتة)". وأكد أنهم "عازمون على مواصلة تقدمهم باتجاه سرت للالتقاء بالمقاتلين الثوار القادمين من شرق البلاد".
وكان الثوار أعلنوا سيطرتهم على مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة على الطريق إلى مدينة سرت، وذلك بعد سيطرتهم على بلدة العقيلة الساحلية، فضلا عن إحكام سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية.